الولايات
البلديات

تقييم للجلسات التمهيدية في بلديات ولاية باجة

انعقدت في شهر أكتوبر الماضي الجلسات التمهيدية للدورة الرابعة والأخيرة لهذه السنة من الرزنامة البلدية.

وقد تابع فريق مرصد بلدية  الجلسات التمهيدية بمختلف بلديات ولاية باجة (8 بلديات) من خلال المشاركة المباشرة في مختلف الجلسات ومتابعة الآلية كاملة من الإعلام  والحضور وسير الجلسات والمسائل المطروحة وصولا إلى طلب المحاضر المنبثقة عنها ونشرها.

تجدر الإشارة أوّلا إلى أنّ الجلسة التمهيدية اجتماع ينظّمه المجلس البلدي أو النيابة الخصوصية بحضور أعضائها وبإشراف رئيس البلدية أو النيابة الخصوصية ومفتوحة لمشاركة المواطنين لتقديم مقترحاتهم حول الشؤون البلدية.

تعتبر في هذا السياق الجلسة التمهيدية أحد آليات تشريك المواطن في عملية أخذ القرار على مستوى الإعلام والإستشارة، وهي آلية مشرّعة ينصّ عليها القانون الأساسي للعمل البلدي (1975) تسمح للمواطن بشكل مباشر بمتابعة العمل البلدي وفهم السياسات العامّة البلدية والمشاركة في صياغتها من خلال التقييم وتقديم المقترحات. وهي كذلك فضاء للحوار وللاتصال المباشر بين المواطن والهيكل العمومي على المستوى المحلّي يسمح أيضا بحضور أطراف من الإدارات الجهوية ومكوّنات المجتمع المدني.

سمحت متابعتنا لمختلف الجلسات التمهيدية ببلديات ولاية باجة بتقييم هذه الآلية على مستوى:

الإعلام، حيث تعكس طرق الإعلام عن الجلسات بالمنطقة البلدية مدى نجاعتها ونجاحها كآلية لتشريك المواطن. وقد لاحظنا غياب الإعلام تماما في كلّ من بلدية المعقولة وقبلاّط، في حين اكتفت بلدية زهرة مدين بتعليق ورقة صغيرة الحجم داخل البلدية غير واضحة للعيان، وبالنسبة لكلّ من بلدية نفزة ومجاز الباب وتبرسق فقد تمّ توزيع استدعاءات شخصية لمكونات المجتمع المدني بالمنطقة وبعض الأطراف الأخرى، وحدها بلدية مجاز الباب قامت بتعليق لافتات في الواجهة الخارجية للبلدية وهي مرئية للجميع لكن لم تغطّي أماكن أخرى أبعد عن البلدية.

وقد أجمع الحضور في مختلف الجلسات على ضعف طرق الإعلام وعدم نجاحها في استقطاب المواطنين العاديين كما أنّها طرق تقليدية وغير ديناميكية وتقصي بالضرورة فئات عديدة، من بينها من لا يجيدون القراءة باستعمال طرق مكتوبة أساسا أو النساء أيضا حيث لاحظنا الإعلام عن الجلسة بالمقاهى والجوامع وهي أماكن لا تتردّد عليها النساء. هذا بالإضافة إلى التغافل عن الإعلام بالجلسة أساسا كما هو الحال  ببلدية قبلاّط حيث لم تحدث الجلسة وتحصّلنا على التاريخ غير الصحيح كما لم نجد أثرا للإعلام عنها سواء بالبلدية أو بالاماكن العامّة. بالمعقولة ورغم غياب أي طريقة للإعلام مرئية كانت أو مسموعة فقد اتصلنا مباشرة بالمواطنين في المنطقة البلدية قبل الجلسة الذين لم يعلموا بها لكنهم رغم ذلك أبدوا اهتمامهم وسمحوا لنا وشاركونا تعليق أوراق ومعلّقات عن تاريخ الجلسة في محلّات ومكتبات قريبة من البلدية.

الحضور، يرتبط ارتباطا وثيقا بالإعلام فقد لاحظنا حضور أطراف من مكونات المجتمع المدني وذلك لحصولهم على دعوات شخصية في الغرض كما هو الحال بكلّ من بلدية مجاز الباب ونفزة وتبرسق. لاحظنا كذلك حضور معنيين شخصيا ببعض المصالح في الشأن المحلّي كأصحاب مشاريع صغرى أو من يحاولون تسوية بعض الوضعيات بالمنطقة البلدية وهنا كانت الجلسة التمهيدية فضاء لطرح بعض المسائل العالقة والتقدم في شأنها وتوثيقها بالمحضر المنبثق عن الجلسة. حضور بعض الأطياف من الأحزاب أو الجمعيات أو المنظمات خلق كذلك مساحة من النقاش السياسي يصل في بعض الأحيان إلى التشنّج لكّنه يعكس الوضع العام على نطاق محلّي أضيق. حضور النساء والشباب ضعيف جدّا لكنّه لا يعكس عزوف هذه الفئات بقدر ما يفهم من خلال طرق الإعلام وعمل الهياكل العمومية على تشريك جميع المواطنين. تغيّب الحضور في قبلاط وزهرة مدين لعدم الإعلام عن الجلسة وكذلك غياب المعتمد الذي يقوم بتسييرالبلدية ويشرف بالتالي عن الجلسة (في زهرة مدين) لكنّه تجاوز 30 شخصا في  مجاز الباب وتبرسق بعد توزيع الاستدعاءات الشخصية و15 شخصا في نفزة.

سير الجلسة، أشرف على الجلسات رئيس النيابة الخصوصية بمختلف الجلسات التي انعقدت بحضور المستشارين وأعضاء النيابة الخصوصية والكاتب العام الذي قام بتسجيل مختلف التدخّلات والقابض البلدي الذي يجيب على بعض التدخلات التي تحت مشمولاته. حضر المعتمد الجديد في مجاز الباب وحضر عدد هام من أطراف من مكونات المجتمع المدني من جمعيات رياضية وثقافية وأحزاب كذلك في نفزة حضر صاحب مشروع ومدير دار الشباب ... يقدّم رئيس النيابة الخصوصية الحضور والجلسة ويحيل الكلمة للحضور للتدخّل وتمّت الإجابة على مختلف التدخلات وتسجيلها كتابيا من قبل الكاتب العامّ. بعض الجلسات تواصلت أكثر من ساعتان والجوّ العامّ سلس في مختلف البلديات. تمّ تأجيل الجلسة في البداية بتبرسق من 28 أكتوبر إلى 31 أكتوبر ولم تنعقد في كلّ من قبلاّط وزهرة مدين أمّا باجة فهناك تأخير في الرزنامة البلدية حيث ستنعقد قريبا الدورة العادية الثالثة.

المسائل المطروحة، تجدر الإشارة إلى تنوّع المواضيع والمسائل المطروحة بالجلسات التمهيدية بتنوّع الحضور والمداخلات. وعموما لاحظنا اهتمام واضح ودراية بالشأن المحلّي. وعلى عكس المغالطات التي يروّج لها فإنّ مجمل الحضور يراعي الجلسة التمهيدية كفضاء للحوار والتواصل في الشأن المحلّي وتقديم المقترحات وليس مكان للاستهجان والتشكّيات. تناولت مختلف الجلسات مواضيع شاملة وحسّاسة تمسّ جميع المواطنين فكان يرجى حضور عدد أكبر من المتساكنين. ارتبطت الجلسات التمهيدية بالدورة الرابعة والأخيرة بالمخطط الاستثماري الذي تتم خلال هذه الدورة المصادقة عليه وبالقانون الأساسي للجماعات المحليّة الجاري العمل عليه، ولاحظنا في هذا الصدد اهتمام من قبل الحضور بالإطار القانوني  للجماعات المحليّة ووعي إيجابي بالتحوّلات التي يقرّها دستور 2014 فيما يخصّ السلطة المحليّة تحديدا واللامركزية والديمقراطية التشاركية.

في انتظار محاضر الجلسات التمهيدية التي يتمّ تسجيلها ونشرها للعموم في غضون 10 أيّام نسعى للحصول على هذه المحاضر ونشرها إلى جانب المعطيات البلدية التي نقوم بجمعها حسب المرسوم عدد 41 المتعلّق بالنفاذ للوثائق الإدارية وتنزيلها على الموقع.